هل أقام الأكراد أوَّل دولةٍ لهم في أوكرانيا قبل الميلاد؟
وهل كان شكل الدَّولةِ بمفهومهِ الحاليِّ موجوداً أصلاً قبل الميلاد حتى يُقيم الكورد دولةً في ظِلِّ غياب الفكرة القوميَّة أصلاً؟!.
لقد تميَّزت العُصورُ القديمةُ والوسطى بغياب مفهوم الدَّولة بشكلها الحاليِّ اليوم والتي تقوم على ثلاثة أركانٍ أساسيةٍ (الشعب، الإقليم، السُّلطة السِّياسية) بل انتشرت مُسمَّياتٌ مختلفةٌ حينئذٍ منها( الإمبراطوريات، والسَّلطنات، والممالك أو الإمارات)، والتي كانت تقوم هيكلية هذه القوى على أساس المصالح المشتركة بين أفراد رعيَّتِها وحماية النُّفوذ والسَّيطرة لتلك الشعوب بغض النَّظر عن تعدُّد لغاتها واختلاف أعراقها .
إنَّ الصراعات المريرة والطاحنة التي عرفتها اليونان القديمة بين أبناء الأمَّة الواحِدة بالرَّغم من وحدة اللغة والدين والعرق فيما بينها تؤكِّد انتفاء فكرة القومية في الأركان التي أُقيمَت عليها تلك القِوى حيث اضطرَّت فيها (أسبرطة) في غمرة توجُّهِها نحو النِّظام العسكريِّ إلى خوض حروبٍ طويلةٍ مع جيرانها، وعلى رأسهم( أثينا) التي خاضت معها حرباً طاحنةً استمرَّت لرُبع قرنٍ عُرفت بالحرب “البيلوبونيسية”، غير أن أثينا وأسبرطة سرعان ما اتحدتا عام 481 ق.م، رغم حروبهما، عندما تقدَّم أسلاف الكورد باتجاه اليونان بما يُعرف بالحروب الميدية كما يذكره المؤرخ هيرودوتس.
لذا لم تكن إسم الدَّولة بمفهومها الحاليِّ متداولاً أصلاً إلا حينما انتشرت الحروب الدينية في فرنسا لمدة ثلاثين عاماً وانتهت في عام 1648 بتوقيع اتفاقية (وستفاليا) في أوروبا ؛ واضعةً حداً للحرب الدينية وسلطة الكنيسة على الحكم ؛ بإنشاء نظام جديد للدُّول في أوروبا عُرفت فيما بعد باسم الدَّولة الحديثة وتَعَمَّمَ ذلك في أنحاء العالم فيما بعد.
تعريف الدَّولة الحديثة
وللدَّولة عدَّة تعريفاتِ وُضِعت من قبل العديد من المؤسسات ولاسيما الأوروبية منها، إلا أن التَّعريف الأكثر شيوعاً لمفهوم الدَّولة هو تعريف المفكر الألماني ماكس فيبر – Max Weber إذ عرَّفها بأنها منظمة سياسية إلزامية مع حكومة مركزية تحافظ على الاستخدام الشَّرعي للقوة في إطارٍ معيَّنٍ لرُقعةٍ جغرافيَّةٍ معيَّنة.
في حين رأى العديد من فقهاء القانون الدِّستوري أنَّ الدَّولة سواءٌ بمفهومها القديم كقوَّةٍ متحكِّمةٍ او بمفهومها الحديث كانت ولاتزال عبارة عن “كيان إقليميٍّ يمتلك السِّيادة داخل الحدود التي تحكمها وخارجها بالحفاظ عليها، وتحتكر قوى وأدوات الإكراه”.
ونظراً لانعدام فكرة الدَّولة قديماً بالمقارنة مع شكلها الحالي فقد قاد الكاتب والمؤرخ الأوكراني (فالنتين ستيتسيوك) في الدِّراسة التي أجراها بين عامي ( Stetsyuk V.، 1998، 2000) منذ سنواتٍ للقول بأن الأكراد قبل الميلاد أسَّسوا (إدارة) وليست دولة مقرها في ترنوبل في غرب أوكرانيا فما حقيقة ذلك؟!
وحتى لا يتهمنا أحد بالتشطُّح في تناوُلِ هذه الحقيقة التَّأريخيَّة لذا وجبت الموضوعية والإنصاف والأمانة العلمية أن نقف مع القارئ في المسافة ذاتها، وذلك عبر نقل كل ما يتعلق بهذا البحث من مصادره وُفق ما جاءت به الأبحاث أو ذكره المتخصِّصون في هذا الصدد.
ومن المعروف أن أوكرانيا كانت تسمِّى أيضًاً (Ruthenia) في العُصور القديمة، والرَّأي الأكثرُ شيوعاً والمقبولة في أطروحات التَّأريخ هو أنَّ الأوكرانيون والرُّوس والبيلاروسيُّون (البيلاروس)، نشؤوا من القبائل السُّلافية الشرقية بالرغم من أن المصادر الشائعة اليوم لدى الأوكرانيين أن أصل الروس هم في الواقع من الأوكرانيين.
الجغرافيا والتاريخ اليوم
يذكر المؤرخ الأوكراني(فلنتين ستيتسيوك) إن وجود الكورد في أوكرانيا يعود إلى 500 سنة قبل الميلاد خاصة أيام السكوثيين،( وهم قبائل إيرانية الأصل كانت مزيجاً من الكورد اللوريين والكورمانج والفرس) ويستدل على ذلك من خلال ما ذكره المؤرخ بأن هناك نحو (250) مدينة وقرية أوكرانية تحمل أسماءً كوردية قديمة، وهذه الأسماء تقرأ باللغة الروسية والأوكرانية ولكن بدون وجود معنى لها في تلك اللغتين، ولوحظ أنها تحمل معانٍ كوردية ، فمثلاً مدينة (كوتاي) التي تعني بالكردية النهاية، و(ترب والي) تترجم إلى قبر والي، و(بق لاأي) وتعني الضفدع أو مستنقع الضفادع، و(جفان) تعني اجتماع أو مدينة الاجتماعات، و(باز نيكل) وتعني منخار الصقر، ومدينة (بلكير) وتعني توزعوا أو تفرقوا، و(كرمك آف) وتعني النبع الساخن، ومدينة (بالة شفكي) وتعني حصاد ليلي، ومدينة (جار كس) وتعني أربعة أشخاص، وهناك الكثير من الأسماء كما ذكرها المؤرخ الأوكرانية تحتاج إلى باحث لغوي كوردي ليفسر معانيها، وأعتقدَ بأن هذه الأسماء ربما تعود الى قبائل آرية سكنت فيها وتفرقت إلى مختلف أرجاء العالم ومنها كوردستان.
والدول التي ينتمي إليه هؤلاء العلماء وأعدادهم لكل دولة، هي كالآتي:
والعلماء الثلاثة عشر الذين عملوا في هذه المراكز البحثية والأقسام العلمية كانوا متخصصين في المجالات التالية:
علم الكومپيوتر، علم الأحياء الدقيقة والمناعة، علم اللغات النفسية، الدماغ (علم المعرفة الدماغية والسلوك)، علم النفس، الثقافة والتاريخ واللغة والعلوم المتعلقة بِآسيا والمحيط الهادئ، علوم المعلومات الصحية والمعلومات الحياتية، البيئة الجزيئية والتطور، الفلسفة، علم الرياضيات البيولوجية، علم الإحصاء البيولوجي، علم الوراثة البشرية، علم الإنسان الإدراكي والتطوري.
لقد اشترك في هذا البحث المراكز العلمية والجامعات التالية: جامعة أوكلاند النيوزيلندية، مركز ريگا البلجيكي، مركز ماكس پلانك للغات النفسية الهولندي، جامعة رادبود الهولندية، الجامعة الوطنية الأسترالية، كلية الطب – جامعة نيويورك الأمريكية، جامعة كاليفورنيا الأمريكية، جامعة أوكسفورد البريطانية. تمّ نشر البحث في المجلة العلمية الأمريكية (Science).
وغنيٌّ عن القول بأنَّ هذه المجلة تعتبر أشهر مجلة علمية عالمية الى جانب مجلة (Nature) البريطانية اللتين تنشران الأبحاث الأصيلة فقط؛ بمعنى أنه يقتصر النشر فيهما على الاكتشافات والاختراعات فقط.
في هذا البحث، قام العلماء بأخذ فرضيتَين متنافستَين كمصدر للعائلة اللغوية الهندو-أوروبية. وجهة النظر التقليدية، تضع موطن هذه اللغات في سهوب پونتيك (جمهورية أوكرانيا الحالية) قبل حوالي 6000 عام.
تدّعي فرضية بديلة، أن اللغات الهندو-أوروبية انتشرت من شمال كوردستان (منطقة الأناضول) مع التوسع في الزراعة خلال 8000 إلى 9500 سنة مضت.
استخدم الباحثون العلميون في بحثهم منهج دراسة العمليات التاريخية التي قد تكون مسؤولة عن التوزيعات الجغرافية المعاصرة للأفراد.
تمّ إجراء هذا البحث من خلال النظر في التوزيع الجغرافي للأفراد على ضوء علم الوراثة، وخاصة علم الوراثة السكانية، جنباً إلى جنب مع بيانات المفردات الأساسية لِ (103) لغات هندو- أوروبية قديمة ومعاصرة، لِعمل نموذج واضح لانتشار هذه العائلة اللغوية واختبار الفرضيتَين المذكورتَين.
وجد الباحثون دعماً حاسِماً لأصل شمال كوردستان على أصل السهوب حيث يتطابق كل من التوقيت المُستنتج والموقع الجذري لأشجار اللغات الهندو-أوروبية مع التوسع الزراعي من كوردستان الذي بدأ بين سنة 7500 و سنة 6000 قبل الميلاد.
تُسلّط هذه النتائج الضوء على الدور الحاسِم الذي يمكن أن يلعبه استنتاج الدراسة الجغرافية لتوزيع الأفراد وراثياً في حل الجدال الدائر حول عصور ما قبل التاريخ البشري.
كما أنّ إكتشافات عالِم الآثار الأمريكي البروفيسور (روبرت جون بريدوود Robert John Braidwood) تتوافق مع نتائج البحث الذي أجراه هؤلاء العلماء، حيث يذكر (بريدوود) بأن الإنتقال من حياة الصيد الى حياة الزراعة حدث في شمال كوردستان في حوالي سنة 6000 – 10000 قبل الميلاد.
ويضيف بأن الشعب الكوردي كان من أوائل الشعوب التي طوّرت الزراعة والصناعة ومن أوائل الشعوب التي تركت الكهوف لتعيش في منازل بها أدوات منزلية متطورة للإستعمال اليومي وأن الزراعة وتطوير المحاصيل الزراعية قد وجدتا في كوردستان منذ (12) ألف سنة، إنتشرت منها إلى ميزوپوتاميا السفلى، ثم إلى غرب الأناضول ثم إلى الهضبة الإيرانية ثم وصلت منذ ثمانية آلاف سنة إلى شمال أفريقيا ثم أوروبا والهند.
مع انتشار الزراعة، انتشرت عائلة اللغات الهندو-أوروبية الى الشعوب التي تتكلم بها اليوم، كما توصّل إليه هؤلاء الباحثون العلميون.
يستطرد هذا العالِم الأمريكي بأن الكثير من المحاصيل الزراعية التي نعرفها الآن، كالقمح والذرة والشعير قد إنطلقت من كوردستان.
حول الصناعة، يؤكد الپروفيسور المذكور بأن الموقع الآثاري “چيانو” الواقع في شمال كوردستان يمكن أن يُطلق عليه إسم أقدم مدينة صناعية في العالم، حيث يُستخرَج منه النحاس إلى يومنا هذا، كما عُثر فيه على صلصال دُوّن عليه التبادل التجاري. في موقع “چيانو”، عثر عالِم الآثار (روبرت جون بريدوود) وفريقه التنقيبي أيضاً على أقدم قطعة قماش في العالَم والتي تمّت حياكتها في حوالي عام 7000 قبل الميلاد.
نتائج البحث تُفسّر كون أكثر من 50% من الكلمات الإنگليزية مأخوذة من لغة أسلاف الكوردالسومريين، الذي أشار إليه العالِم اللغوي البريطاني (Wadell) في مقدمة قاموسه السومري – الآري الذي ألّفه في سنة 1927 ميلادية.
بالنسبة الى منطقة الأناضول، أقدم إشارة معروفة لها تمّت بإسم “بلاد الهيتيين” الذين هم أسلاف الكورد، على ألواح مسمارية تعود لِبلاد ما بين النهرين خلال فترة المملكة البابلية (2350 – 2150 قبل الميلاد).
أول إسم مُسجّل إستخدمه اليونانيون لِشبه جزيرة الأناضول هو(Ἀσία (Asya الذي قد يكون مقتبساً من إسم الكونفدرالية التي تكوّنت من 22 دولة قديمة في غرب الأناضول والتي كانت بإسم (آسوا Assuwa) قبل سنة 1400 قبل الميلاد.
كما أنّ كلمة (الأناضول) قد ترجع إلى الكلمة الإغريقية (أناتولي)، باليونانية (ἀνατολή) والتي تعني (الشرق) أو (مكان شروق الشمس).
هذا الاكتشاف اللغوي هو ثورة كبرى في التاريخ الكوردي ويُظهِر عراقة الشعب الكوردي والدور المحوري الذي لعبه أسلافه في لغات وثقافات شعوب العالَم وكونهم الروّاد الأوائل في ابتكار الزراعة والصناعة والكتابة والأرقام والفن والموسيقى وتدجين الحيوانات وإنشاء المدنية.
وبالعودة إلى الأطروحة الكوردية للمؤرخ الأوكراني:
فقد برز المؤرخ واللغوي الأوكراني د. فالنتين ستيتسيوك إلى الواجهة منذ سنوات عندما كتب عن وجود الأكراد في شمال البحر الأسود وذلك في الدراسة التي تحمل عنوان “الوطن الأم لأكراد شمال البحر الأسود” ، والتي ترجمها عثمان كاراتاي إلى التركية ونشرت في مجلة دراسات البحر الأسود ، وأورد فيها أن ما يقرب من 250 اسم مكان في أوكرانيا قد تكون باللغة الكوردية ، و أسماء الأماكن هذه هي في الغالب تقع في الحدود الأوكرانية الحالية.
في العدد الثامن من المجلة التي يصدرها مركز أبحاث البحر الأسود (كرم) كتب د. فالنتين ستيتسيوك أن الأكراد أسسوا إدارة مقرها في ترنوبل في غرب أوكرانيا في العصور المبكرة (1000 قبل الميلاد).
الباحث V. Stetsyuk يلفت الإنتباه إلى حقيقة أن هناك آلاف القرى الكوردية التي لا تزال تتحدث لهجة الكورمانجية في منطقة القوقاز من أوكرانيا إلى روسيا، ومن أذربيجان إلى تركمانستان وقيرغيزستان.
وكشف د. ستيتسيوك أنه تم الحفاظ على الأسماء الكوردية للعديد من المستوطنات القديمة في غرب أوكرانيا حتى يومنا هذا.
ووفقًا لدراسة الدكتور فالنتين ستيتسيوك، تقع معظم أسماء الأماكن الكوردية بين نهر دنيستر ومنطقة غابات كملنيتسكي.
كما ويذكر المؤرخ الأوكراني أن اسمي “دجورين” و “باريش”، وهما فرعان لنهر دنيستر ، هما باللغة الكوردية، وأسماء مدن بهلايكي ، وبوهلاي ، وجفان ، والتي تقع أيضًا في نفس المنطقة واسم عاصمة الادارة التابعة للجالية الكوردية التي اقيمت في هذه المنطقة لفترة هي “ترنوبل” باللغة الكوردية .
بالإضافة إلى ذلك، توجد أسماء المواقع الكوردية أيضًا في مناطق جيتومير وتشرنيغوف وبولتاف وفوليني وبوفينشين موطن نفوذ الكيمريين” أو “السيمريين” Cimmerians على أطراف البحر الأسود.
ويتابع المؤرخ الأوكراني مقالته بالقول:
يمكن للمرء أن يفسر العديد من الأسماء الجغرافية في أوكرانيا عن طريق اللغة الكوردية فلقد تم بالفعل اشتقاقُ جزءٍ معين من علم النطق السكيثي عن طريق اللغة الكوردية (Stetsyuk V.، 1999، 89-93؛ Stetsyuk V.، 2000، 23-28).
وقد يبدو أن هذا يستدعي الافتراض بأن جزءاً من غالبية السكيثيين التركوفونيين يتحدثون بلهجة من اللغة الإيرانية الكوردية البدائية، والتي تبدو لنا من الآن فصاعداً كلغة كوردية واضحة المعالم.
من بين أسماء المواقع الجغرافية في أوكرانيا التي تم اشتقاقها أصلًا، تم العثور على ما يقرب من 250 من أصول كوردية، مع توزيع معظمها داخل أراضي مناطق خميلنيكيج وفينيكيا وترنوبل، كما يوجد العديد منها في مناطق Čerkasy و itomyr و Černihiv و Poltava ، وكذلك في منطقتي Volynian و Rivne.
وعلى الرغم من الانطباع الذي يحصل عليه المرء من هذا التوزيع فيما يتعلق بتركيز الأسماء الجغرافية، فإن حدوث الأسماء الجغرافية ذات الأصل المختلف في نفس المنطقة بالضبط – التي توجد أحيانًا بنسب متطابقة تقريبًا – قد يكون مربكًا.
يبدو الأمر كما لو أن المتحدثين بلغتين أو ثلاث لغات مختلفة كانوا يعيشون في خليط يسكنون نفس المكان في نفس الوقت.
في الحقيقة، هو ليس كذلك إذا قمنا بوضع علامات على الأسماء الجغرافية لأصل بلغاري، كوردي، جرماني وإنجليزي على خريطةٍ وتجاهلنا تلك الأسماء المعزولة في المناطق التي يكون للأسماء الجغرافية أصول أخرى ، فإننا نرى أن الحدود الجغرافية بين أقاليم مجموعات معينة من أسماء المواقع الجغرافية قد تم ترسيمها بدقة تامة على طول الخطوط اللغوية.
نرى أيضًا أن الأسماء الجغرافية للغات الجرمانية تتوافق مع الحدود التي تحددها الطريقة الرسومية التحليلية.
توجد معظم الأسماء الجغرافية ذات الأصل الكوردي في منطقة غابات صغيرة نسبيًا ذات تربة سوداء، على حدود نهر دنيستر في الجنوب وتتميز بوضوح بمساحات غابات كبيرة في الغرب والشمال. كما هو واضح في الخريطة المعاصرة للمنطقة، يقع نهر Zolota Lypa على حدود أراضي الغابات الغربية، بينما يمتد شريط من الغابة من Zoločiv في الشمال الشرقي حتى Kremenec ، حيث يمتد شرقًا عبر Šepetovka.
إن تطبيق الأساليب الآثارية في البحث التاريخي لا يمكن أن يوفر وقت الباحثين فحسب، بل يقلل من حجم العمل التقني ايضاً، ويؤدي في النهاية إلى نتائج دقيقة للمساعدة في حل المشكلات التي تبدو غير قابلة للحل – ويمكن أن يساعد أيضًا في تحديد اتجاه ومحتوى البحث في فروع العلوم حيث كانت الأساليب التقليدية لا غنى عنها سابقًا.
في الآونة الأخيرة، سمح البحث الذي تم إجراؤه في علم اللغة التاريخي المقارن من خلال الطريقة الرسومية التحليلية لممارسيه أن يحددوا بدقة كبيرة المنطقة المادية التي تم فيها تكوين العشرات من المجموعات العرقية الأولية ، تحت تأثير مختلف الظروف الطبيعية والتاريخية ، وقد تطورت معظم هذه المجموعات العرقية منذ ذلك الحين إلى دول حديثة وبرغم الظروف إلا أنها حافظت على تفردها العرقي حتى الوقت الحاضر (Stetsyuk V.، 1998، 2000).
تم أحيانًا الحفاظ على آثار مساكنهم الموجودة في أراضي المستوطنات القديمة إما كأسماء مواقع أو في طبقة أساسية تمت مناقشتها في مكان آخر (Stetsyuk V.، 2000، 55-62).
عند حساب الارتباط اللغوي والعرقي بالمناطق الجغرافية المادية بطريقة الرسوم التحليلية، فإن البحث الشامل عن مثل هذه الآثار في أسماء المواقع الجغرافية الحديثة يؤدي إلى نتائج مناسبة للاشتقاق.
وعلى الرغم من العثور على هذه المواد في جميع المناطق التي تم مسحها، إلا أن حجم البيانات الخاصة بالمناطق المختلفة يختلف اختلافاً كبيراً.
تعود أسباب هذه الفوارق إلى القضايا الموضوعية والذاتية بسبب الفترة الزمنية الطويلة بين الحاضر وعصر النشاط الاستيطاني قيد التحقيق، وللأسف لم يتم حفظ جميع التغييرات في سجل أسماء المواقع الجغرافية.
قد يفترض الباحث أيضاً ويتساءل عن كيفية تمكن الكورد وهم فئة قليلة من بين جميع المجموعات العرقية الأولية التي وطأت أرض أوكرانيا وحصلت على مستوى ثقافي واقتصادي كافٍ لإنشاء مستوطنات دائمة لها وتمكنت من تخصيص اسمها وتخليدها على مرِّ العصور؟!
من ناحية أخرى، لا يمكن حالياً ترجمة معظم الأسماء الجغرافية أو يمكن تفسيرها على أساس لغتين أو أكثر من اللغات ذات الصلة وحدها.
من الصعب بشكل خاص عملية مطابقة الأسماء الجغرافية ذات الأصل الإيراني في الضفة اليسرى لأوكرانيا (المنطقة الواقعة شرق نهر دنيبر) مع لغات المعينين، نظراً لأن المتحدثين باللغات الإيرانية المختلفة ظلوا في المنطقة لفترة طويلة من الوقت. ومع ذلك، فإن مطابقة الأسماء الجغرافية “الأغلبية” السائدة مع لغات معينة ليس بالأمر الصعب للغاية بالنسبة للمناطق في الضفة اليمنى لأوكرانيا فلقد كان السكان الإيرانيون الوحيدون الذين يسيطرون على الضفة اليمنى لأراضي أوكرانيا هم الكيميريون أو السيمريون ، ولغتهم قريبة جداً من اللغة الكوردية الحديثة وفيما يبدو أنها كانت لغة المقاتلين الأشداء.
الأكراد في أوكرانيا اليوم:
من المعروف أن الأكراد هاجروا إلى أوكرانيا في القرن العشرين، بعد الاتحاد السوفيتي وانهياره، يعيش الأكراد في الغالب اليوم بالعاصمة، كييف، و أوديسا ، خاركيف ، نيكولاييف ، خيرسون ، زابوروجي ، دونستك وشبه جزيرة القرم، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 15-20 ألف كوردي يعيشون في أوكرانيا، ومع ذلك، لا توجد بيانات رسمية حول هذا الموضوع.
المصادر
- SCIENCE, VOL 337, 24 AUGUST 2012. pp. 957 – 960.
- Wadell, L. Austin. Sumer – Aryan Dictionary, London, 1927.
- Henry George Liddell, Robert Scott, Ἀσία, A Greek-English Lexicon, on Perseus.
- Online Etymology Dictionary.
- Stetsyuk V.، 1998، 2000_Stetsyuk V.، 2000، 55-62)
- D.Mehdî Kakaî