قانون أورنمو | الأقدم في العالم

قانون أورنمو – الأقدم في العالم

هو أقدم قانون مكتشف في العالم وقد سبق قانون حمورابي بثلاثة قرون، وهو مدون باللغة السومرية وبالخط المسماري، حيث عثر على قسم من الألواح التي تضمنت هذا القانون في مدينة نفر والقسم الآخر منها في مدينة أور، وأهم ما يميز هذا القانون ناهيك عن أنه يعتبر بالأساس أول قانون شُرِعَ بشكلٍ منظم هو أنَّ هذا القانون كان يتَّسِم بكونهِ إصلاحياً لا عقابياً، هدفهُ إصلاح وتهذيب سلوك الجاني لا إيقاع العقوبة والجزاء به لذا انتفت منه حكم الإعدام أو إنهاء حياة المدان بالجريمة.

لقد رأى القانون أن المتهم شخصيةٌ مريضةٌ يجب إصلاحه حتى يخرج إلى المجتمع بشكل سليم ويتحوَّل إلى إنسان قويم السلوك وقد ظهرت بوادر ذلك في مثل بعض مواد قانونه بالمادة ( 17 – 18 – 19 ).

  • (إذا حَطَّم رجلٌ مُتعمِّداً طرفَ رجلٍ آخرَ بِهَراوةٍ، عليهِ أن يدفع لهُ مَنَّاً واحداً من فِضَّة) كل مَنٍّ واحدٍ يساوي ٦٠ شيقلن.
  • (إذا قطعَ رجلٌ بسكينٍ أنفَ رجلٍ آخر، عليهِ أن يدفعَ ثُلثَي المَنِّ منَ الفِضَّة)
  • (إذا كَسَرَ رجلٌ سِنَّ رجلٍ آخرَ، عليهِ أن ْيدفعَ شيقلين من الفِضَّة لكلِّ سِنٍّ). كل واحد شيقل يساوي ٨،٤ غرام من الذهب.

ويُنسَب هذا القانون إلى الملك ( أورنمو ) 2113-2095ق.م مؤسِّس ُسلالة (أور) الثالثة 2113-2006ق.م، وباني زقورتها المشهورة ووردت في الأدبيات البابلية القديمة وصف لهذا ملك حيث تقول:

أنا أور نامو أنا الرَّاعي الجَديرُ بالِّثقة الذي يُفضِّلهُ (آن) ربُّ السَّماء، لقد منَحني الإلهُ (نينغوبلاجا) القوة، ووهبني (أوتو) إلهُ الشَّمسِ بلاغةً. ساعدني (نينتور) في ولادتي وعاملني (إنكي) بلطف. لقد أحبَّتني (إنانا) آلهة الحرب بسبب حكمتي الواسعة وفهمي، كلفني (آن) بملكية الأرض، دعاني الإله (إنليل) بإسم ميمون. لقد ابتسم لي باستحسان وقرر لي مصيراً عظيماً في كلِّ الأوقات.

وتعتبر سُلالة أور الثَّالثة التي تُمثِّلُ ذُروَةَ ما وصَلتْ إليه الحضَارةُ السُّومريَّة وآخرِ وجهٍ من وجوههم السياسية، فقد تمَكَّن مؤسِّس هذه السُّلالة والمُلوكِ بعدهُ من إعادة توحيد البلادِ وطردِ الأقوامِ الأجنبية وتأسيسِ حُكومَةٍ مركزيةٍ مُسيطرةٍ على مُعظمِ أنحاء بلاد الرَّافدين وقد تركت آلاف الرُّقَمِ الطِّينيَّة في المدن مثل (أور ولكش ونفر) والتي تَعكِسُ مختلفِ المظاهرِ الحضاريَّة، لاسيما القانونيَّة، وبإنتهاء هذه السُّلالة ينتهي دور السومريِّين السِّياسي، غير أن تأثيرهم الحَضَاري ظلَّ مُستمرَّاً إلى فتراتٍ متأخرة.

وعلى الرُّغمِ من النُّقصِ الموجودِ في النَّص المُكتشف لهذا القانون في بداية الموادِ القانونيَّة ووسطها ونهايتها، إلا أنه يمكن تصنيف المواد المتبقية إلى مجموعاتٍ متميزةٍ تُعالجُ كلٌّ مِنها موضوعاً مستقبلاً، ويبدأ نصُّ القانون بذكر القرابين التي قدَّمت من قبل أورنمو إلى آلهة المدينة، ثم ذكر إنجازات هذا الملك، وبعد ذلك تبدأ المجموعة الأولى التي تَشمل المواد (4-12) الخاصة بالأحوال الشخصية، والمواد (13-14) التي تهتم بهروب الرقيق، ثم المجموعة الثالثة لغاية المادة(19) التي تعالج الإعتداء على مختلف الاشخاص، أما المجموعة الأخرى وهي المواد (25-26) فهي تعالج شهادة الزُّور وأحكامها، وأخيراً المواد (27-29) الخاصة بالتجاوز على الأراضي.

معبد دب لال ماخ أوَّلَ محكمةٍ في التاريخ

يقع هذا المعبد في مدينة أور الأثرية أحد أهم المُدُن السومريَّة، والتي أُنشِئت بحدود 4500 ق.م والواقعة غرب مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار وهو واحد من أهم المَعابِد في العالم، وقد أنشئت فيه أوَّل محكمةٍ في تاريخ البشريَّة وبه نفذ قانون أور نمو أقدم قانون شرع في التاريخ وبذرة تكوين النظام القضائي وما تبعها من إجراءات الدعاوي والمرافعات.

المصادر:

  • أ. مصطفى محمد عبود القره غولي
  • محاضرة للأستاذ: حسن ثاجب محيل (عن مبادئ حقوق الإنسان)
  • موقع: Sumerianshakespeare