إنسان النياندرتال – لماذا انقرض؟!
المقدمة:
إنسان النياندرتال Neanderthal man هو: الإنسانُ اَّلذي عاشَ قبل الهوموسابينس (الإنسانُ العاقل) في أجزاءٍ من أوروبا وآسيا وأفريقيا قبل نحو 100,000 إلى 35,000 ألف عام، ويُطلق عليه أيضاً إنسانُ الكهوفِ طبقاً لحفريات إنسان الكهوف في وادي نياندرتال (والذي سُمِّي على اسمهِ)، قرب دسلدورف بألمانيا.
ويُصنِّف العَديدُ من العُلماء الإنسانَ النياندرتالي ضِمن فرعيةٍ مبكرةٍ من الإنسانِ العاقل، وقد جاءت كلمة(نياندرتال)من النيوندر جورج قرب دسلدورف – ألمانيا، وقد وجدت الأحفورة النياندرتالية الأولى وهي قمَّة الجمجمة هناك في عام 1856م، ومنذ ذلك الحين وُجِدت حفرياتٌ مماثلةٌ في أكثر من 40 موقعاً.
الإنقراض:
حسب دراسة جديدة أجراها علماءٌ من عدَّةِ دولٍ ونشروها في مجلة Sciance العلمية يتوقع فيها العلماء أن كارثةً بيئيةً ضربت الأرضَ منذ 42 ألف عام بسبب تغيّراتٍ طرأت على القُطبين المغناطيسيَّين للأرض.
ويعتقد العلماء أن الأرض شهدت آنذاك ما يسمى بـ الانقلاب المغناطيسي أي عندما حل القطب المغناطيسي الشمالي محل القطب المغناطيسي الجنوبي.
وقال العلماء إن عملية الإنقلاب المغناطيسيِّ استغرقت 1500 عام، الأمرُ الذي أدَّى إلى إضعافِ الحقلِ المغناطيسيِّ الكلِّي للأرض ليشكل نسبة 28% من القيمة الطبيعية، وما زال الحقل المغناطيسي ضعيفاً على مدى 800 عام ما ألحق ضرراً فادحاً بالغشاء المغناطيسي الأرضي الذي كان يحمي كوكبنا من تأثير الأشعَّة الكونيَّة والأشعة فوق البنفسجية للشمس.
وقد عَثر العلماءُ عن أدلةٍ على هذا الهجوم الفضائيِّ في متحجرات شجرة “كاوري” التي اكتُشِفت عام 2019 في نيوزيلندا، وكانت الشجرة تنمو في تلك الفترة بالذات وحيث تكدَّست في حلقاتها السَّنوية كميَّاتٍ زائدةٍ من نظير الكربون – 14 الذي ينشأ عادة بتأثير الأشعة الكونية.
صورة لشجرة “كاوري” |
ويَعتبرِ العلماءُ أن التغيُّراتِ المناخيَّة المتعلِّقة بتأثيرِ الأشعةِ الكونيَّة والنَّاجمةِ عن “الإنقلاب المغناطيسي” تسببت في إنقراض النباتات والحيوانات الكثيرة، بما فيها فيلة ( الماموث )الأوروبية.
وتعرض للكارثة كذلك إنسان النياندرتال الذي بدأ يختبئ في الكُهوفِ في محاولةٍ لوقاية بشرتهِ من التَّأثيراتِ الضَّارة للأشعة الكونيَّة وفوق البنفسجية، فانقرض نهاية المطاف.
جمجمة إنسان الاندرتال التي اكتشفت في كهف شاندار في كوردستان |
وقال العلماء في جامعتي روتشستر وكولورادو إن لديهم أدلَّة على انحرافِ القطبين المغناطيسيين للأرض.
وعلى سبيل المثال فإن القطب المغناطيسي الشمالي ينحرف من جزيرة ألسمير الكندية نحو روسيا وسيبيريا بسرعة ازدادت من 15 كيلومترا إلى 60 كيلومترا في السَّنة، أما القُطب المغناطيسي الجنوبي فقد غادر قارة أنتاركتيكا ليدخل المحيط الهندي.
المصدر:
- كومسومولسكايا برافدا