ملكة الليل الكوردية

ملكة الليل الكوردية

هذا التٌّمثال موجودٌ بالمُتحف البريطاني ويقدَّر عُمره بِ( 3800 عام .) مصنوعٌ من الطِّين و التّبن المفخور، و مصبوغٌ بالَّلون الأحمرِ على شكلِ امرأةٍ عاريةٍ ترتدي القرون التي ترمز للإله في بلاد الرافدين، و تحمل بيدها عصىً وخاتمٍ للعدالة، وهما شعارها، وترمز الى “ملكة الليل” وعلى رأسها التاج الكوردي.

تَنسدِل أجنحةُ هذة الملكة الطويلة إلى الأسفل في دِلالةٍ واضحة على أنها ملكة العالم السفلي، وتنتهي أرجلها بأصابع طائرٍ جارحٍ مشابهة لأصابع طائر البومة.

والمثير أن خاتم العدالة التي تحملهُ هذه الملكة الكوردية مشابهةٌ كذلك تماماً للخاتم الذي يحملهُ الملاك الزرادشتي “فروهر” الموجودة في التماثيل البارزة في منحوتات مدينة شوش عاصمة الإمبراطورية العيلامية، و التي تتشابه بدورها هي الأخرى إلى حدٍ بعيد مع تماثيل ومنحوتات الديانة الزرادشتية.

لقد صُبغت خلفيَّة تمثال “ملكة الليل” هذا بالَّلون الأسود للإشارة الى عملها بالليل، و تقف الملكة على ظهري أسدين للدَّلالة الى سطوتها وقوتها أو ربما من يحمونها.

تضع ملكة الَّليل على رأسِها تاجاً من القِماش على شكلِ حَلقاتٍ متدرِّجة مشابهةٌ لأغطية رأس الكورد من سكان جبال كوردستان.

قد يكون التِّمثال رمزاً لآلهة الحب والحرب والجنس المعروفة في بلاد الرافدين بإسم “عشتار” او أختها ومنافستها “أرشكيجال ” التي حَكمت العالم السُّفلي، وقد تكون للشيطانة” ليليت “التي ورد ذكرها في التوراة، ويُعتقد أن اسمها هو الاسم الكوردي” لـَيلي Layli”.

ومن المحتمل أن العرب اقتبسوا اسم ليلى من إسم هذه الملكة الكوردية والتي تدلُّ في معاجمهم على ظلمة الليل ونشوة الخمر والسكر، وعلى هذا المعنى نُقل الاسم إلى الإنكليزية فقالوا: LEILA وقصدوا به : ظلمة الليل.

المصدر:

متحف الشرق، ملكة الليل ذات التاج الكوردي د. مؤيد عبدالستار.