الإمبراطورية العيلامية
في العصور الواغلة في القِدَم كانت أمَّة من الإيرانيين من غير الفرس تُعرَف ﺑ «الأمة العيلامية» أو «العيلاميين» تسكن في الإقليم المعروف الآن ﺑ «خوزستان» المسمى قديمًا ﺑ «بلاد عيلام»، وكان لها يوم ذاك منزلة رفيعة بين أمم الشرق وكانت إحدى أقوى الإمبراطوريات القديمة في إيران.
كانت إلى جانب المملكة السومرية تتنافس الحضارة والإزدهار حيث شيَّد ملوك عيلام معابداً لآلهتهم في عاصمتهم شوشن أو شوشان القديمة ومن أهمها “زقورات وجغازنبيل في خوزستان” .
آثار عيلام التي لا حصر لها
لقد تم العثور على قطع أثرية كثيرة فيها مثل الأواني الفخاريَّة المُلوَّنة والتُّحف اليدويَّة التي دُفنت في مقابرهم بالقرب من قاعدة المدينة الحالية *خوزستان “وقد أظهرت وكشفت هذه التنقيبات والحفريات الأثريَّة تنوع القطع وتعدد مصادر صناعتها الشخصية وأبرزت مساهمة عددٍ كبيرٍمن الفنانين الصنَّاع حينئذٍ والذين كانوا يعيشون فيها منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد أي حوالي 3400 ق.م.
وقد تمَّت صناعة الخزف /السيراميك/ والأختام الأسطوانية القديمة والتماثيل في كلٍ من مدينتي جوغا ميش وشوشن.
الكتابة عند العيلاميين
عرف العيلاميُّون نوعاً من الكتابة استخدموها منذ الألف الثالث قبل الميلاد أي قبل أكثر من خمسة آلاف عام وذلك في عهد ملكهم “بوزور انشو شيناك” آخر ملولك السلالة العيلاميَّة؛ وذلك استناداً إلى قائمة الملوك الذين حكموا هذه الإمبراطورية والتي عُثر عليها في سوسة عاصمة ايلام.
جديرٌ بالذكر أنَّ الملك “بوزور انشو شيناك” حكم منذ العام 2150 قبل الميلاد.
استخدم العيلاميُّون في كتابتهم خطاً سُمِّيت بالخط الإيلامي وهو خطٌ قديمٌ عُرف في بلاد العيلاميين ويوجد منه تسعة عشر رُقُم طيني محفوظ حالياً في متحف الُّلوفر بمدينة باريس الفرنسيَّة.
كما يحتوي متحف طهران على إناء فضِّي منقَّشة بستَّة رموزٍ خطيَّة تعود للحقبة “الإيلامية”؛ بالإضافة إلى ختمٍ من المرمر الخالص على هيئة ثور متوَّج بثلاث رموز من الخط الإيلامي القديم والتي من المرجَّح أنها تشير إلى إسم شخصٍ ما.
وناقش دياكونوڤ ( ميديا ص 105) بدوره موضوع العلاقة بين الإيلاميين وأقوام زاغروس الآخرين (أسلاف الكورد) ، فقال:
ومن الأسماء الجغرافية من الألف الأوّل قبل الميلاد يظهر أن العيلاميين عاشوا في العصور القديمة في ميديا الشرقية”؛ واعتبر دياكونوڤ الگوتيين والإيلاميين من الشعوب الميدية.
وقال:
إن المصادر الآشورية وضعت كلمة (ماتاي) مقابلَ كلمتي (ماداي) و(أماداي)، وتعني اتحاد أقوام ميديا ذات الجذور العيلامية.
إن هذه الأدلّة وثمّة غيرها لا تدع مجالاً للشكّ في أن ثمّة علاقة جغرافية وإثنية ولغوية وثقافية بين الإيلاميين وبقية أسلاف الكورد (لُوللو ، كاشُّي، گُوتي، أُورارتي ، ميدي) الذين عاشوا في جغرافيا جبال زاغروس وأطرافها ، والممتدة من جنوبي القوقاز في الشمال إلى خُوزِستان ضمناً في الجنوب ، وهذا الذي جعلنا نصنّف الإيلاميين ضمن خانة (أسلاف الكورد) ، وينبغي أن يحظوا باهتمام كبير من قِبل المؤرخين الكورد خاصّة والمثقفين الكورد عامّة.
2200ق.م |
الصورة أعلاه لقطعة أثرية من مدينة لورستان كلهوري عيلام مسقط راس سام ابن سيدنا نوح عليه السلام فيها نقوش فيها صورته اثناء حكمه لإمبراطورية عيلام الكوردية عام 2200ق.م.