مملكة آلالاخ

مملكة آلالاخ

مملكة منسيَّة وتأريخٌ عريق ربٌّما لم يتسنَ لك معرفتها، وربَّما أخفاه عنك مناهجك الدراسية، وربما كان كنزاً مدفوناً أحببنا أن نسبر أغوارهُ ونميط اللثام عنه بومضةٍ قصيرة ومعلوماتٍ عابرة لكنها غزيرة.

بقيت مملكة آلالاخ مستقلة لغاية 1900 ق.م وفي هذا التأريخ احتل الفرعون سنوسرت الأول مملكة يمخاض حلب وبلغ آلالاخ ووضعها تحت وصاية ملك يمخاض المدعو آبان وفي فترة تراجع النفوذ المصري عن سوريا 1870 – 1750 ق.م.

ثار سكان آلالاخ على ملك يمخاض الموالي للمصريين ولكن ثورتهم قُمعَت بشدَّة وضمَّت “آلالاخ” إلى يمخاض مباشرة بل إن ابن آبان المسمى (ياريم ليم) وتحسباً من هجمات البابليين على حلب ، نقل مركز حكمه إلى آلالاخ وقد أظهرت التنقيبات أنّ سلالته بخلاف غالبية سكان آلالاخ الجبليين بقوا غرباء عـن سكان آلالاخ ولعدم ثقتهم بسكان آلالاخ كانت حماية المواقع العسكرية في المدينة تسند إلى جنود أجانب يؤتى بهم من عاصمة حكمهم في حلب ربما لأن الفئة الحاكمة كانت من العنصرالسامي حسب قول ووللي ورغم ازدهار آلالاخ في ذلك العهد فإنّ التنقيبات في تل العطشانة تدل على أنّ سكانها قاموا بثورة على ( نيقميد – إيبوخ ابن ياريم ليم ) وحرقوا قصره للحصول على استقلالهم عن حلب وذلك في الفترة ما بين 1750 و 1730ق .م .

وفي نهاية الربع الأول من الألف الثاني ق.م كانت المجموعات السكانية الهورية قد انتشرت بكثافة على مناطق واسعة من الشرق الأدنى في وادي الخابور والجزيرة وإبلا وآلالاخ وأوغاريت ووصلت إلى ساحل البحر المتوسط وقد اكتشفت في تلك الأماكن أرقاماً كثيرة باللغة الهورية منها أول نوطة موسيقية مدونة في العالم لأنشودة دينية باللغة الهورية وبلغت سعة انتشارهم في سوريا فـي القرنين الخامس والسادس عشر ق .م إلى درجة أطلق المصريون على سوريا وبلاد كنعان اسم خورو نسبة الى الهوريين.

وكان الهوريون قد أسسوا منذ نهاية الألف الثالث قبل الميلاد ممالك وإمارات من بينها مملكة نوزي / كركوك في أقصى الشرق ومملكة عنتاب في أقصى الغرب.