بركان جبل إتنا – غضب الطبيعة

بركان جبل إتنا – غضب الطبيعة

إن إنقلاب الطبيعة أو ما يُعْرَف مجازاً [بغضبِ الطبيعةِ] لهو أمرٌ باتَ مألوفاً عند البشر في الزمن الحديث؛ لما يفعله الإنسان من تدميرٍ ممنهجٍ وسريعٍ للطبيعة.

كل ذلك بهدف الربح السريع ، وسرقة خيرات الأرض بشكل غير عادل ولا منتظم ، ولكن تحركات الطبيعة ضدنا باتت مرعبة جداً.

إنَّ الكوارث الطبيعية من “تسوناميات مدمِّرة، وأعاصير عاتية، وانقلابات فصلية مصاحبة برياح مضطربة ،وفيضانات هائجة، إضافة ً للزلازل والبراكين، باتت أحداث شهرية تحدث في عالمنا وتهدد الوجود الانساني على الأرض”.

كان آخر هذه الثورات “ثورة جبل البركان “الواقعة في الجنوب الشرقي لجبل “إتنا” Mount Etna “بصقلية” وجدير بالإشارة أنَّ “جبل اتنا” مستمر بالثوران منذ ستة أشهر حيث ينفث الدخان والرماد منه مما أدى لإرتفاع ملحوظ في قمته وتخطيه إلى رقم قياسي جديد يبلغ 3357 مترا فوق مستوى سطح البحر بعد أن كان ارتفاعه 3326 وذلك بسبب ما قدَّرته حكومة صقلية في يوليو تموز المنصرم من العام الفائت أنه تم تطهير 300 ألف طن متر من الرماد حتى ذلك الوقت.

و”جبل إتنا” بركانٌ نشطٌ على السَّاحل الشَّرقيِّ من صقلية ، بالقرب من ميسينا وكاتانيا” قطانية” ، والذي يُعتَبر من أكبر البراكين النشطة في أوروبا الآن ، وهو أعلى جبل في إيطاليا يقع جنوب جبال الألب ، و يغطي مساحة ما يقارب 1,190 كم مربع ومحيط قاعدته 140 كيلومتر وهذا يجعله أضخم البراكين الثلاثة النشطة في إيطاليا.

ولقد عرفه المسلمون وذكروه في كتاباتهم مثل “ابن كثير ” و”ابو علي الحسن بن يحيى الفقيه” مصنف تاريخ صقلية حيث وصفها بقوله:

إنه أشبه بجبلٍ ناري مطلٍ على بحر وهو بين قطانية ومصقلة ؛ وفيه اشجار عظيمة مثل البندق ، والصنوبر، والارز ، وحوله أبنية كثيرة ، وآثار عظيمة ، وكان يسكنها ستون ألف مقاتل في زمن ملك “طبرمين” ويعلو الجبل منافث يخرج منها النار والدخان ، وربما سال منه النار فاحرقت كل ماحوله ، وفي بعض السنوات كانت النار تسيل من هذا الجبل إلى البحر.

لقد أقام أهالي قلعة “طبرمين” وغيرهم أيَّاماً كثيرةً يستضيئون بضوئه ؛ وكان الحكماء الأوائل للرومان يذهبون الى هذا الجبل ليشاهدوا عجائبه.

فالثلج لا يفارق قمته صيف شتاء ، والنار لا تخمد في منافثه ، وكان يكثر الذهب في هذا الجبل فسماه الرومان ب”جبل الذهب”.

المصادر

  • ويكيبيديا
  • موقع الجزيرة
  • روسيا اليوم
  • معجم البلدان / لياقوت الحموي