علم الفلك عند المسلمين

علم الفلك عند المسلمين

المقدمة:

قبل الإسلام اقتصر معرفة الشرق الأوسط بالنجوم والكواكب السيارة لمعرفة المستقبل والتنبؤ بالمطر والرياح والاستدلال بها لمعرفة الاتجاهات وكان كل هذا يسمى بالتنجيم، وبعد الإسلام كان للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الدور البارز لتقوية علم الفلك فقد أهتم بهذا العلم وقدم علمائه في مجالسه وأجزلهم وأمر بترجمة الكتب للحضارات الأخرى الغير عربية لدراستها من قبل العلماء، وجد تقريباً مرصد في كل المدن الكبرى في الأمبراطورية الإسلامية وكان أشهرهم مرصد بغداد وجبل قاسيون والقاهرة وسمرقند وقرطبة وطليطلية.

أشهر العلماء

محمد بن إبراهيم الفزاري 746-777 م : أحد كبار علماء المسلمين عالم عظيم في التنجيم وتقويم الشهور وهو أول عالم مسلم يعمل الاسطرلاب في الإسلام وألف كتاب معه يشرح كيفية عمل هذا الاسطرلاب وسماه كتاب العمل بالاسطرلاب المسطح.

العباس الجوهري 860-800 م : من أوائل علماء المسلمين الذين عملوا برصد الفلك وقام بأمر من الخليفة العباسي المأمون بالعمل بمرصد الشماسية ببغداد واهتم العباس بالكواكب السيارة مثل الشمس والقمر وكتب عن حركتهم الكثير من كتبه تفسيرات كتاب إقليدس.

سند بن علي 850 م : من أوئل علماء مسلمين الذين أنشأوا جداول لحركة النجوم وهتم كثير باسطرلاب وكان له مساهمات كبيرة في حساب المثلثات وكان غزير المعرفة والكتابة ومن كتبه كتاب القواطع، وكتاب الحساب الهندي، وكتاب الجمع والتفريق

البتاني 858-929 م : أحد أعظم علماء المسلمين لُقب بطليموس العرب وهو أول من سخر علم حساب المثلثات لخدمة علم الفلك وهو أول من أدخل علم الجبر على علم حساب المثلثات من أشهر كتبه كتاب الشرح المختصر لكتب بطليموس الفلكية الأربعة.

البيروني 973 –1050 م : أحد عظماء علماء المسلمين أعاد حساب محيط الأرض على أسس فلكية وقام برسم الخرائط الفلكية ومن كتبه كتاب قانون المسعودي وكتاب عمل الاسطرلاب وكتاب التطبيق إلى تحقيق حركة الشمس وكتاب تحقيق منازل القمر.

أبو الحسن الصوفي الرازي 986-903 م : من عظماء علماء الفلك لدى المسلمين وأشهر كتبه كتاب الكواكب الثابتة الذي وضح فيها أماكن النجوم على طول السنة وكان كتابه من أهم كتب الفلك في زمانه فترجم للغات كثيرة واليوم تسمى بقع على سطح القمر باسمه لمكانته العلمية.

الكندي 873-805 م : فيلسوف وعالم قل نظيره درس الكواكب وتأثير الشمس والقمر على الأرض ومن كتبه رسالة في التنجبم ورسالة في صنع الاسطرلاب.

الخوارزمي 781 -850 م : من العلماء كبار في الفلسفة والرياضيات والفلك وأبدع في علم المثلثات ووضع جداول للفلك اعتمد عليها عليها العلماء من بعده ومن أهم كتبه كتاب الزيج وكتاب العمل بالاسطرلاب.

ثابت بن قرة 901-836 م : من علماء الفلك الكبار وهو من طائفة الصائبة ولد وترعرع في حران من كتبه كتاب الآلات لساعات وكتب رؤية الهلال وكتاب علة الكسوف والخسوف.

مرصد مراغه تحفة المراصد

يقع المرصد في مدينة مراغة في محافظة أذربيجان الشرقية في إيران، يعتبر مرصد مدينة مراغة والذي لم يبقى منه سوى القليل والذي تم بنائه في العام 657 الهجري / 1259 للميلاد ولتشييده شارك كبار العلماء أمثال نصيرالدين الطوسي والعلامة قطب الدين فخرالدين المراغي و محي الدين المغربي علي بن محمود نجم الدين الاسـطرلابي وآخرين من علماء ذاك الزمان.

استغرق بناء المرصد 15 عام وذلك بأمر من هلاكوخان، كان يحوي بداخله الكثير من الكتب العلمية والنجومية كانت هذه المجموعة حتى العام 703 للهجرة قائمة حتى زمن السلطان محمد خدابنده ولكن وبعد نقل العاصمة من هناك وبسبب عدم اهتمام الحكام تهدمت وأصبحت غير مستعملة، يذكر حمد الله المستوفي في مذكراته أن هذا البناء في العام 720 للهجرة كان خرباً، يعني أن عمر المرصد لم يتجاوز القرن من الزمن.

البناء الأصلي للمرصد كان على شكل اسطوانة وأبنية الأطراف كانت تتكون من مكتبة ومكان لاستراحة العاملين في المرصد، البرج الأصلي للمرصد كان بقطر 22 متر وبسماكة جدار تصل لـ 80 سم، كان يوجد ممر وعلى أطرافه 6 غرف.

يعتبر مرصد مراغة اليوم من الأماكن السياحية التي يقصدها الكثير من داخل وخارج إيران كانت مكتبته تحوي على أكثر من 400 ألف كتاب ومجموعة كبيرة من أدوات رصد النجوم والتي كانت فريدة من نوعها في العالم آنذاك.

بعد عدة سنوات أرسل قوبيلاي قا ان أمبراطور الصين واخ هلاكو خان خبراء لتعلم وأخذ نموذج من المرصد إلى مدينة مراغة وبعد عودتهم تم بناء مراصد شبيه لمرصد مراغة يقال أن مراصد سمرقند اسطنبول والهند هي نموذج من مرصد مراغة.

المصدر:

بحث بعنوان إسهامات علماء العرب والمسلمين في علم الفلك | محمد خليل – أحمد اسماعيل