المقدمة:
يعتبر مفهوم التكنولوجيا من المفاهيم التي ناقشها الكثير من الباحثين والمفكرين واختلفوا في نظرتهم له بسبب اختلاف تخصصهم وتطور خصائص التكنولوجيا نفسها ولكن من الأمور المتفق عليها أنّ ماهية التكنولوجيا قديمة، قدّم المخترعات البشرية نفسها، حيث كانت تعتبر وسيلة من الوسائل التي اكتشفها الإنسان عند تطويعه البدائي للطبيعة وبعدها أصبحت أداة يستعملها لخدمته ومساعدته لقضاء حاجياته المتنامية ، ثم تطور استعمالها وعـمّ إلى درجة أصبحت مهمة جداً في حياته العامة والخاصة مما جعل البعض من المفكرين يعتقدون بأنّها المسؤولة عن معظم التغيرات التي تحدث داخل المجتمع المعاصر هذا من حيث مضمونها .
لفظ التكنولوجيا:
إنّ لفظ التكنولوجيا استعمل حديثاً ، حيث ورد في بعض المصادر أنّ أول ظهور لمصطلح تكنولوجيا Technologie كان في ألمانيا السنة 1770 الميلادية وهو مركب من مقطعين : techno وتعني في اللغة اليونانية الفن أو الصناعة اليدوية، و Logie وتعني علم أو نظرية وينتج عن تركيب المقطعين معنى علم صناعة المعرفة النظامية في فنون الصناعة أو العلم التطبيقي وليس لديها مقابل أصيل في اللغة العربية بل عُربت بنسخ لفظها حرفياً تكنولوجيا.
مفهوم التكنولوجيا:
يلخص حسين كامل بهاء الدين رؤيته لمفهوم التكنولوجيا قائلاً: “إنّ التكنولوجيا فكر وأداء وحلول للمشكلات قبل أنّ تكون مجرد اقتناء معدات ويعتقد كل من ماهر إسماعيل صبري وصلاح الدين محمد توفيق أن التكنولوجيا ليست مجرد علم أو تطبيق العلم أو مجرد أجهزة، بل هي أعم وأشمل من ذلك بكثير فهي نشاط إنساني يشمل الجانب العلمي والجانب التطبيقي.
من خلال هذا العرض يمكننا تعريف التكنولوجيا على أنهـا: جهدٌ إنساني وطريقة للتفكير في استخدام المعلومات والمهارات والخبرات والعناصر البشرية وغير البشرية المتاحة في مجال معين وتطبيقها في اكتشاف وسائل تكنولوجية لحل مشكلات الإنسان وإشباع حاجاته وزيادة قدراته.
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين كان هناك تطور تكنولوجي في جميع الميادين سواء الصناعية أو الحربية أو العملية وغيرها، وقد استفادت التربية والتعليم من التكنولوجيا الحديثة التي كان من ثمارها عدد كبير من الأجهزة التي سميت ( تقنيات التعليم ) وانتشرت هذه الوسائل في المدارس على اختلاف أنواعها ومستوياتها.