أيقظ قدراتك وأصنع مستقبلك

  ب

أيقظ قدراتك وأصنع مستقبلك

د. إبراهيم الفقي 

مقدمة:

إن كثير من الناس لا يعرف قدراته اللامحدودة التي وهبها الله سبحانه وتعالى له: فيضيع حياته ونفسه رخيصة تماماً مثل ذلك الطفل الذي لم يكن يعرف حقيقة ما كان بين يديه، إن بداخل كل فرد من البشر كنزٌ من القدرات التي وضعها الله سبحانه وتعالى بداخلنا، قال تعالى في كتابه الكريم : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون ).

يتألف الكتاب من جزأين : أيقظ قدراتك وأصنع مستقبلك.

أيقظ قدراتك:

إيقاظ القدرات هو الإدراك فأبدأ الإدراك أولاً وأعرف من أنت وثم تقبل ذاتك لان تقبل الذات جزء من التقدير الذاتي، الإدراك بداية التغيير، والتغيير بداية النمو، والنمو بداية التقدم، فلابد أن تدرك أن الله تعالى قد أعطاك قدرات غير محدودة لابد أن تستخدمها ولابد أن يكون هناك تحديات فنحن نتعلم ونكبر من التحديات.

أكد العلماء في جامعة هارفارد أن الإنسان إذا كان مرهفا باستمرار فإنه يصاب بالاكتئاب وهذا يجعلنا نستذكر قول المتنبي:

بقدر الجد تكتسب المعالي        ومن طلب العلا سهر الليالي

ومن طلب العلا بغير جدّ          أضاع العمر في ظل المحال

من قوانين نشاطات العقل الباطن الذي يقول: إن أي شيء تفكر فيه يتسع وينتشر من نفس النوع، وينجذب إليك من نفس النوع فعندما تفكر بالتفاؤل ينجذب إليك من نفس النوع ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) أي تدّخل في قانون الانجذاب وقانون الرجوع وقانون جوانب الخواطر والله سبحانه وتعالى يجعل هذه القوانين تنجذب إليك، لا أحد أو أي شيء بإمكانه أن يؤثر عليك إن لم تعطه الإذن بذلك وأنت الذي تفكر فيه وتجعله يؤثر عليك، أول شيء الإدراك ثم التقبل الذاتي ثم القرار وبعده الاختيار وقم تحمل المسؤولية وبعد ذلك تنظيف الماضي وبعده ترتيب الحاضر هكذا تمهد للمستقبل كان حلما فخاطرا فاحتمالا ثم أصبح حقيقة لا خيال.

إليكم قصة اختراع القلم الجاف ( بلن ) الذي كان يعمل في أحد شركات التأمين في فرنسا وكان على موعد توقيع عقد مع عميل ولكن أثناء التوقيع وقع الحبر من القلم السائل وأفسد العقد فذهب لجلب عقد جديد وعندما عاد كان العميل قد غضب وذهب ففكر بقلم بداخله حبر لكي لا يتكرر مثل هذا فما كان منه إلا أن اخترع مون بلن ومون بالفرنسية تعني خاصيتي أو ملكي وأصبح مون بلن من أشهر الأقلام الموجودة في العالم.

لا تضيع وقتك في القتلة الثلاثة: اللوم، النقد، المقارنة!. ( فبدلاً من اللوم عليك بالفعل، وبدلاً من المقارنة كن أنت الأفضل والأحسن، وبدلاً من النقد تقبل الناس كما يكونون ) وحاول أن تغير من السلوك وقد يكون سبباً في تغيير سلوكك أنت وبعد ذلك عليك بالاختيار وهل ما تقوم به يوصلك وعليك بالمسؤولية لأنها بداية القوة الذاتية.

أصنع مستقبلك:

عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك فعش بحب الله وبطاعته والإخلاص والوفاء له، وحب الله من كل قلبك وأشعر بلذة الإيمان لأنها تنتشر بكل مكان في جسمك، فأشعر بها وتخلق بأخلاق الرسول الكريم.

يقول أحمد شوقي: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وقال أحد الفلاسفة الإغريق هوميروس: على الإنسان الاجتهاد والكفاح كي يهبه الخالق التيسير والنجاح.

فأولاً لتصنع مستقبلك عليك بالرؤية ماذا تريد بالتحديد على المدى القصير أو البعيد؟ فهل أنت تفكر وتخطط؟

ثانياً: ما غايتك؟ التقرب إلى الله بالعمل النافع للناس، يقول عبدالله بن عمرو بن العاص: “احْرِزْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً، وَاعْمَلْ لآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَداً” أي فكر بالدنيا واستمتع بها ولكن فكر بالآخرة أيضاً.

ثالثاً: الرغبة المشتعلة وذلك بالأخذ بالأسباب وإلى الاعتقاد الذاتي نصل إلى الأهداف في تحقيق المستقبل أهداف صغيرة تتماشى مع قدراتك وإمكاناتك الحالية وأهداف كبيرة تزداد معها الثقة بالنفس وتحقق ذاتك مع الانجاز يتقدم الإنسان أكثر فأكثر، الهدف هو درجة سلم ومع كل صعود درجة تقترب من الهدف أكثر ولذلك عليك بالشجاعة والابتعاد عن الخوف، عليك بالتخطيط الاستراتيجي ووضع البدائل ومن ثم التنفيذ، أما المرحلة الثانية تكون بالالتزام والإصرار والانضباط.

عندما سُئل الرسول الكريم: ما أحب الأعمال؟ قال: أدومها وإن قل.

ومن ثم المرونة: الشخص الأكثر مرونة يستطيع التحكم بأحاسيسه ويحقق أهدافاً أكثر من الشخص الذي ليس له مرونة، ثم يأتي دور الصبر ومن بعده الاستحقاق ( يعني أنك تستحق ) ومن ثم مساعدة الآخرين.

خاتمة: طوال مشوارك في هذه الدنيا تذكر من أنت، وتذكر أنك أفضل مخلوق عند الله، وأعرف دائماً قيمة نفسك.

بقلم: أ. ميناس خليل