حلمُ رجلٍ مُضحك

 

حلمُ رجلٍ مُضحك

رواية للكاتب : دوستوفسكي

رغم عدد صفحاتها القليلةِ جداً وعنوانها المضحك لكنها تحمل معانٍ كثيرةٍ فكلُ جملةٍ تكفي لتكونَ روايةً من 100 صفحة.

يقول دوستوفسكيلقد تعلموا الكذبَ وأحبّوه وعرفوا مواطن الجمال فيه، حيث بدأ الأمر ( بريئاً ) على سبيلِ المزاح، أو الغنج والدعابة واللعب وحقيقة الأمر أنّ البداية كانت ذرّة، لكنّ ذرّة الكذب تلك تسرّبت إلى قلوبهم وأعجبتهم، بعد ذلك ظهرت اللذّة بسرعةٍ و اللذّة وَلدت الغيرة و الغيرة بدّورها وَلدت القسوة، بعد ذلك بقليل سفح الدم الأول، فدهشوا و ذعروا وتفرقوا و تباعدوا عن بعضهم ، ثم ظهرت التحالفات و لكن الواحد ضد الآخر و بدأت المعاتبات والتقريعات و عرفوا الخجل الذي أمسى فضيلةً و ظهر مفهوم الشرفِ و رفع كل حلفٍ رايته الخاصة و بدؤوا يعذبون الحيوانات، ففرت منهم إلى الغاباتِ وأصبحت عدواً لهم ،ثم بدأت المعركة لأجل “الأنفصال” والفردية” والشخصية” لأجل(هذا لك وهذا لي ) وأخذوا يتحدثون بلغاتٍ مختلفةٍ وعرفوا الإكتئاب وأحبوه وتعطشوا للعذابِ فقالوا: إنّ الحقيقة لا تبلغ إلّا بالعذاب، وعند ذلك ظهر العلمُ عندهم وعندما أصبحوا أشراراً أخدوا يتحدثون عن الإخوة والإنسانية وفهموا تلك الأفكار، وعندما أصبحوا مجرمين اخترعوا العدالةَ وكتبوا قوانين تصونها ولأجل تطبيق القوانين نصبوا المقصلة.

الأقتباسات:

  • حتى في تلك الليلة التي فارقتها فيها،فقد شعرتُ بحبها أشّد تعذيباً لي من أي وقتٍ مضى، هل ثمةُ عذابٌ على هذه الأرض الجديدة؟ على أرضنا لا نستطيع أنّ نحب إلّا مع الألم والعذاب وفقط من خلالهما وإلّا فإنّنا لا نستطيع أنّ نحب، بل لا نعرفُ حباً آخر، كم أتعطش في هذه اللحظة أنْ أقبّل الأرض وأغسلها بدموعي، تلك الأرض التي هجرتها والتي لا أريد، بل لا أستطيع العيش إلّا عليها فقط.
  • الإحساس بالحياةِ أسمى من الحياة نفسها والتعرفُ على قوانين السعادة هي أسمى من السعادة ذاتها.
  • لا شيء ينبغي مواجهتهُ قدر هذه الفكرةِ تحديداً! وسأفعل هذا.
  • فإنْ رغب الجميع في شيءٍ تحقق في التو واللحظة.
  • لاشيء في هذه الحياة يستحق الإهتمام، كان الأمر فيما مضى مجردُ شّكٍ، لكنّني إقتنعتُ بعد ذلك بقناعةٍ كاملةٍ وأيقّنت فجأة بذلك يقيناً لا محيدَ عنه.
  • لقد ظللت الطريق ولعّلَ الأمور ستصبح أكثر سوءاً في المستقبل، أومن بأنّني سأظل طريقي مراراً قبل أنْ أهتدي للصواب.
  • كم أشعر بالأسى إذ أجدهم لا يدركون حقيقة الأمر، لكني أعرفها وما أقسى أنْ تنفرد بمعرفة الحقيقة، فلا يعرفها غيرك، هيهات أنْ يفهموا ذلك،هيهات أنْ يفهموا.
  • وكأن العالم قد وجِد لأجلي وحدي، فيكفي أنْ أطلق النار عليّ حتى يختفي العالم ولا يعود موجوداً ومن غريب الأمور أنهم رغم فقدانهم الإيمان بسعادتهم البائدة وتسميتهم إياها حكايا أو خرافه ظلوا يتوقون بقوةٍ إلى إستعادة برائتهم وسعادتهم .
  • وبدأت المحاكمات العقليّة تتلى الواحدة تلوَ الآخرى وكنتُ أقلبُ الأمور، إنني مادمت إنساناً ولستُ صِفراً ولم أصبح صِفرا ًبعد، فهذا يعني أنني أحيا وبالتالي يُمكنني أنْ أتألّم و أغضب و أشعر بالخزي مما أقترِفه، طيّب! فإنْ انتحرت، ما الذي يعنيني بعد ساعتين مثلاً من شأن الفتاة ومن الخزي ومن كل ماهو فوق سطح الأرض؟ عندها سأتحول إلى صِفر، إلى عدمٍ مطلق.
  • لقد رأيتُ وعرفتُ أنّ البشرَ يمكن أنْ يكونوا رائعين وسعداء، دون أنْ يفقدوا القدرةَ على الحياة فوق سطح الأرض.
  • إن بغضي لأهل الأرض كان دائماً ممتزجاً بالألم: لماذا لم أستطع أنْ أكرههم، أو أحبّهم؟ لماذا لم أستطيع أنْ أسامحهم؟ ولماذا يمتزج ودّي لهم بالألم؟ لماذا لا أستطيع أنْ أحبّهم أو أكرههم .
  • وقد بلغت من شدّة عدم إكتراثي أنني تمنيت في النهاية أنْ أقبض على دقيقةٍ واحدةٍ أحس فيها أنّ شيئاً ما يستحق الإهتمام .
  • إنّ وعي الحياة فوق الحياة نفسها، ومعرفة قوانين السعادة هي أعلى من السعادة.

بقلم: أ. برفين إبراهيم