الكيومرثية
واحدة من أقدم الأفكار الدينية لدى الشعوب الآرية وتنادي هذه الديانة أو الفكرة بأن مدبري الكون هما يزدان وأهرمن أما يزدان فهو منفرد بالوجود الأزلي، وهو نورانيا ومن تفكيره نشأ أهرمن وهو موجود مخلوق وهو مدبر الظلمة ومطبوعاً على الشر والضر.
وقالوا: يزدان أزلي قديم وأهرمن محدث مخلوق، وقالوا: إن سبب خلق أهرمن أن يزدان فكر في نفسه أنه لو كان لي منازع كيف يكون؟ وهذه الفكرة كانت رديئة غير مناسبة لطبيعة النور فحدث الظلام من هذه الفكرة.
وسمي: أهرمن وكان مطبوعاً على الشر والفتنة والفساد والفسق فخرج على النور وخالفه الطبيعة وفعلاً وجرت محاربة بين عسكر النور وعسكر الظلمة ثم إن الملائكة توسطوا فصالحوا على أن يكون العالم السفلي خالصاً لأهرمن سبعة آلاف سنة ثم يخلى العالم ويسلمه إلى النور والذين كانوا في الدنيا قبل الصلح أبادهم وأهلكهم ثم بدأ برجل يقال له كيومرث وحيوان يقال له ثور فقتلهما فنبت من مسقط ذلك الرجل ريباس وخرج من أصل ريباس رجل يسمى: ميشة وإمرأة تسمى: ميشانة وهما أبوا البشر ونبت من مسقط الثور: الأنعام وسائر الحيوانات.
كيومرث أو جيومرت: أول من ملك العالم وكان قد سخر الله له جميع الجن والإنس وخصه من عنايته بمزيد القوة والشهامة وروعة الجلالة وبهاء المنظر وهو أول من لبس جلود السباع وكان كل يوم يحضر الجن والإنس ببابه ويصطفون صفوفاً على رسم الخدمة له ومعنى كيومرث عند الآرين هو ابن الطين ويعتقد أنه آدم عليه السلام الذي هو أول الخليفة.
المصادر
- الشاهنامه: ص 13
- ابن خلدون: ص 227
- وسائل الشيعة / الحر العاملي