سرى كانية
تقع سرى كانية في محافظة الحسكة حيث تبعد مسافة 85 كم عن مدينة الحسكة و 90 كم عن مدينة قامشلو على الحدود السورية التركية ويقابلها في الجانب التركي مدينة جيلان بنار.
سبب التسمية
تعرف بـ ( سرى كانية ) باللغة الكوردية ومعنها بالعربية رأس النبع بسبب كثرة الينابيع فيها ولذلك تعرف باللغة العربية باسم رأس العين أيضاً وتسمى في اللغة السريانية ريش عينو لنفس السبب.
ويقول عنها ياقوت الحموي: هي مدينة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وفي سرى كانية عيون كثيرة عجيبة صافية، تجتمع كلها في موقع لتشكل نهر الخابور، وأشهر هذه العيون أربع: عين الآس وعين الصرار وعين الرياحية وعين الهاشمية وعين الكبريت ونبع الكبريت هذا مصيف وبركة علاج تضخ 43200 متر مكعب من المياه كبريتية في الساعة، أما من الأسماء الأخرى لمدينة سرى كانية التي عرفت بها على مر الزمان فهي كانت تل حلف وهي مدينة قديمة وكانت بداية الاستيطان بها في تلك المنطقة وعرفت أيضاً باسم تل الفخيرية نسبة لفخارها المتميز و وأشوكاني وفاشوكاني وغوزانا وعين الوردة وسميت باسم تيودوزبوليس على اسم الامبراطور الروماني الذي أعاد بنائها وسورها بشكل جيد.
تاريخ سرى كانية
يرتبط تاريخ سرى كانية بتاريخ تل حلف التي بناها السوبارتين وهذا في الألف الخامس قبل الميلاد، وطوروا الزراعة بها واشتهروا بصناعة الفخار ويقول عالم الآثار الألماني د. مورتكارت: “لقد اتخذت ثلاث مناطق حضارية في بلاد الشرق الأدنى أسماء ثلاثة مواقع أثرية هي: تل حلف في الجزيرة السورية وسامراء في العراق وشبه سيالك في إيران.” وأتى بعدهم الميتانين الذين يعود أقدم أثر لهم في تل حلف إلى القرن الخامس عشر وكانت الدولة الميتانية واحد من أعظم ثلاث دول في المنطقة إلى جانب الحيثين والمصرين وأتى بعد الميتانين الآشوريين الذين دمرو اوشكاني / سري كانبة ولكنهم لم يستطيعوا البقاء فيها بسبب حروبهم طاحنة مع الحيثين وهذا الذي شجع الآراميين وقتها بقيادة ملكهم كابرا بن قاديانو لأتخاذ تل حلف مكان لعاصمته واستوحوا فنهم من الفن السوبارتي ولكن سرعان ما عاد الآشوريين بقيادة تيفلات نلاصر الأول ودمروا هذه الدولة الآرامية في القرن العاشر قبل الميلاد، ودمر الآشوريين تل حلف أيضاً بعد تدميرهم الأول لاوشكاني إلى أن استلمها الميديين ومن بعدهم الخمينيين إلى أن سيطر الرومان عليها وأعاد بنائها الامبراطور تيودوز ولكن الساسانيين أعادوا الهجوم لإعادة المنطقة لأيديهم فدمرها قائدهم اقراماهان على دفعتين بين العام 578 والـ 580 إلى أن أعاد الرومان بسط سيطرتهم عليها لرومان عام 602.
وعند الفتح الإسلامي فتحت أغلب بلاد الجزيرة وقبلوا صلح مع جيش عياض بن غانم إلا سرى كانية التي صمدت وحاربت ولم يستطع المسلمون دخولها حتى أن خالد بن الوليد وقع بالأسر بها ولكن في النهاية أصبحت تحت إمرة المسلمين.
فخار تل حلف
فخار تل حلف (5000 – 4500 ق.م ) كان أشهر فخاريات وقتها وأفضلهم وتميز بجودة وقوة وجمال فريد فقد أوجد الحلفيون الفرن المغلق حيث يكون الفخار بعيد عن نار مباشرة وبهذا يكون فخار نقي من تداخل الاوان بسبب ملامسة النيران والكربون الناتج منها وهذا كان يعطي نقاء للفخار كما كان يساعد على لمعان الفخار وصلابته كما أن فخار تل حلف أمتاز باستخدام عملية التزجية (عملية إضفاء طبقة رقيقة من الخامات المكونة للزجاج على سطح الآنية الفخارية، وكيميائياً هو تفاعل المواد الحمضية والقاعدية بمساعدة عناصر مساعدة من درجات الحرارة تحددها عادة نوعية المواد المستخدمة في تلك العملية، وفي الصناعات الفخارية استخدم أكسيد القصدير وأكسيد النحاس وأكسيد الحديد وملح الرصاص والأسمد والكحل ) حيث كان فخار تل حلف يضاف له أكسيد النحاس والكحل في عملية تزجية وتشوى بحرارة عالية ليعطي بريق ولمعان مميز.
وكانت تشتهر فخاريات حلفين بصليب معقوف والفأس مزدوجة الرأس والحيوانات مثل الثعابين والطيور والأسماك وبالأخص الثور المقدس وأغلب الفخاريات الحلفية كانت تلون بلونين معاً مثل الأحمر والأسود أو الأحمر والأبيض.
الملخص
نقلت الآثار الميتانية المكتشفة في تل حلف وتل الفجيرة إلى متحف حلب ومتحف تل حلف في برلين وكان الخابور منذ القدم يعرف بغزارة مياهه وخصوبة تربته وهذا ما جعله أساساً لقيام حضارات قديمة وأقدم ما نعرفه هي الحضارة السوبارية الذي أوجده شعب السوباري في أعالي الخابور ولم تكن تقل حضارتهم عن حضارة بابل ومصر وقد خلفهم الحضارة الميتانية وجاء الآراميون بعد عشرة قرون من خراب تل حلف وأحاطوه بأسوار حصينة واقتبسوا فنون السكان الأصليين وبعدها أتى الآشوريين وسيطروا عليها وكان بعض ملوك الآشوريين يأتون من نينوى لصيد الفيلة في غابات الخابور الممتدة.
المواقع حسب خرائط جوجل: 📍 سرى كانية | 📍 تل الفخيرية
المصادر: