الكورد في الأرشيف العثماني

الكورد في الأرشيف العثماني

لقد لاحظ المؤرخ الكندي ( شتيفان فينرت ) المختص في تاريخ سوريا خلال الحقبة العثمانية في دراسته للأرشيف العثماني وجود زخم كبير من الوثائق المتعلقة بتاريخ الكورد في الأرشيف العثماني لكنها لم تخضع للدراسة بشكل كاف ودقيق وبالرغم من أن أقدم وثيقة في الأرشيف العثماني حول الكورد تعود إلى القرن السادس عشر إلا أن تاريخ الإمارات الكوردية يعود إلى قرون سابقة عن  هذا التاريخ وقد تعرضت الكثير منها لخراب كبير بسبب الغزو المغولي للمنطقة بين القرنين الـ 13 والـ 15 الميلاديين .

لقد كانت النقطة الحاسمة في تاريخ هذه المتطقة هي معركة جالديران عام 1514 م التي وقفت فيها الإمارات الكوردية إلى جانب العثمانين في مواجهة الصفوين وأدت إلى ترجيح كفة العثمانين في تلك المعركة التي أفضت الى إتفاقية السلام بين الأمير الكوردي إدريـس البدليسي والسلطان العثماني سليم الأول الأمر الذي أتاح لهذا الأخير أن يبسط سيطرته بعد ذلك الإتقاق على بلاد كوردستان والجزيرة الفراتية ففي العام 1516 م بعد معركة أخرى مع الصفوين في محور ماردين / أورفة لكنها في الحقيقـة لم تكن سيطرة بل مجرد مبايعة اسمية قدمتها الإمارات الكوردية للباب العالي وهذا ما يوثقه الرحالة العثماني أوليا جلبي سنة 1655 م في رحلته لبلاد كوردستان وتظهر الإمارات الكوردية كدول مستقلة بذاتها.

وقد ظهر ما تقدم مطابقاً لما جاء لاحقا خلال صفحات أرشيف الجباية العثماني للقرن الثامن عشر منها التي قدمها ( شـتيفان فينـرت ) و ( محمد علي أحمد ) حيث يستعيد كليهما التوزع السكاني للقبائل التي كانت تقطن في الجزيرة ويأتي ما تقدم متفقاً مع ما قدمه المؤرخ التركي  ( أحمد آق كوندوز ) حول وجود شكل من أشكال الدولة الكوردية في فترة حكم سليم الأول.

المصدر:

كتاب: سلب الوجود (سياسة القوننة المقنعة كاداة لاستيلاء على املاك من قبل الحكومات المتعاقبة على سوريا  )